بسم الله الرحمن الرحيم
لبيك ربى
لبيك ربى ومالى فى الهوى هدف
إلا رضا ك ؛ وهذا منك لى شرف
ناديت بالحج فاجتمعت له أمم
من الخلائق أشتاتا ؛ وما اختلفوا
لبوا نداءك ياربى على عجل
شوقا لمكة والدمعات كم ذرفوا
من كل فج أتوا شعثا وقد تركوا
كل الملذات حبا فيك قد شغفوا
قد وحد الهدف المنشود مقصدهم
وأخلصوا نية فى القلب وائتلفوا
وودعونى ودمع العين يحرقنى
وفوق خدى له مجرى ومنعطف
وما تخلفت إلا عن مكابدة
لضيق ذات يد منها أنا أسف
شدوا الرحال إلى بيت له ائتلفت
كل القلوب انصياعا دون ما صلف
طافوا به خشعا والشوق يدفعهم
دفعا إلى ركنه ؛ والقلب كم يهفو
قد وحد الزى أجناسا وألسنة
فلا يرى بينهم فقر ولا ترف
وسارعوا مشيهم سعيا على قدم
من الصفا بدأوا للمروة انعطفوا
وعند زمزم كم شربوا وكم ظمئت
لهم قلوب وأكباد بها شغف
وفى ربا عرفات طال مشهدهم
يمثل الحشر والنيات تنكشف
عجوا بكل دعاء أنت ملهمهم
به على عرفات عندما وقفوا
أبقوا من الذنب واشتغلوا ببارئهم
يرجون رحمته ؛ والقلب يعترف
وجددت نشوة فى القلب نفرتهم
لمشعر عاينوه عندما زلفوا
جمعوا الحصى جمرات من أباطحها
كى يرجموا بالحصى إبليس ؛ ينتصفوا
وفى منى نحروا هديا فسال دم
بكل واد بها يجرى وينجرف
حتى إذا ما انتهوا من حجهم فرحوا
بكل مغفرة من ربهم غرفوا
رحماك يارب بالحجاج إنهمو
قصاد بيتك فامح الذنب ؛ بل تعفو